قال الخصاونة، في محاضرته باتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين التي قدّمه فيها كاتب السطور، إنّ (فرصتنا الأخيرة) يحمل في ثناياه رؤيةً متفرّدةً وضميراً حيّاً يوازن بين مطمح الوطن ومحيطه، بعبقريّةٍ فذّة، وخصائص طَبْع جلالة الملك.
وأضاف، في محاضرة أول من أمس، التي لقيت نقاشاً مثقفاً لفصول معيّنة من الكتاب، أنّ جلالته كتب عن مشيئة القدر ورحيل الأحبّة، وأنه تعلّم من مدرسة الملك الراحل الحسين بن طلال، في الوقوف على ألام الأمّة وآفاق الرؤية الموضوعيّة في العزيمة والصّبر.
وقال الخصاونة إنّ الكتاب الذي شحذ فيه جلالة الملك الهمّة نحو العزم والبناء والتسامح ومنطق القول والعمل، هو ثمرة لذهنيّة عالية علمت حجم الصعوبات التي لن تنتهي، وتلك القوّة الكامنة في النفوس للانطلاق بالرغم من كلّ هذا الإحباط.
المحاضرة التي غلب عليها طابع الاشتغال على الملمح الإنساني عند جلالة الملك، اختار فيها المحاضر ذكرياتٍ مؤثّرة في حياة جلالته العسكرية في الأردن وفي كلية (ساندهيرست)، منتقلاً إلى فكر جلالته في فهمه الصحيح للإسلام وقراءته الموضوعيّة للإرهاب.
ربط الخصاونة بين الحاضر والماضي، ليقرأ وجهة نظر الملك حيال (الربيع العربي)، وريادة جلالته في إطلاق الحريّات والكشف عن المواهب وإظهار الكفاءات ومحاربة الفساد، ومواكبته لنبض الشارع الإنساني والسياسي والظروف التي فجّرت أحداث المنطقة عربيّاً على وجه التحديد.
انحاز الخصاونة إلى الجانب الفلسفي في رؤية جلال الملك، على صعيد التأمّل الإنساني والمكاشفة الحقيقية والعدالة في وطن تملؤه الشفافية والمشاركة وروح الإخاء؛ وقال إنّ الكتاب بما يوحي به عنوانه يعدّ وثيقةً مهمّة فيها من الصراحة ما يجعل الجميع يتبنى دأب الملك في الإصلاح والقراءة الصادقة للأحداث.
وقال إنّ سرعة خطى الملك في التنبيه على المهم والأهمّ والأكثر أهميّة تتطلب مواكبةً عالميّة لاستثمار طاقة جلالته في حثّ العالم على التحابّ والبناء وإفشاء السلام، كما قرأ الخصاونة رسالة عمان والرؤية الأردنية الهاشمية في هذا المجال.
وكان قدّم كاتب السطور الضيف باستعادة آثار ملوك بني هاشم في الكتابة والتواصل الإنساني والأدبي، منذ أن كان بلاط جلالة الملك المؤسس محجاً للأدباء والكتاب، مروراً بكتب قيّمة في السيرة السياسية والإنسانية لجلالة الملك الراحل الحسين في موضوع الحكم والسياسة، حتى هذا العطاء المتدفق لوريث مجد الهاشميين، عميد آل البيت الأطهار.
المداخلات التي استندت إلى فكر جلالة الملك، ومعنى عنوان الكتاب والمرحلة، شاركت فيها الأديبة التربوية سعاد الكيالي، والكاتب علي القيسي، والفنانان داود جلاجل ومحمد حلمي، واقتبس المتحدثون من فصول الكتاب مصدراً لسؤال أو تنبيهاً على خطر أو دعوةً إلى الجادّة، وسط هذا اليأس والإحباط، حيث العالم يضجّ بأدخنة الحروب.