ووفقا لقناعته، رد الجميل لهذا المجتمع.
وأكد البابطين أن قناعته راسخة في أن الثقافة تصلح دائما ما يفسده السياسيون، لافتا الى دور الثقافة في توحيد كلمة الشعوب، ودور مميز لمؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للابداع الشعري في تحقيق المصالحة بين الجزائر وايران بعد قطيعة دامت سنين طويلة بين البلدين.
ادار اللقاء عضو لجنة العلاقات العامة المهندس سعود الشمري، وحضره رئيس الجمعية المهندس حسام الخرافي.
بدأ البابطين حديثه باستعراض فكرة وإنشاء مكتبة البابطين للشعر العربي، حيث قال إنه عرض هذه الفكرة قبل الغزو العراقي للكويت على أمير البلاد السابق المرحوم الشيخ جابر الأحمد، الذي كان من أكثر المشجعين له ولمشاريعه الثقافية والأدبية.
وأوضح البابطين: أنه يعتز دائما بشهادة من المغفور له الشيخ جابر الأحمد بأهمية هذه المشاريع الثقافية والأدبية، مشيرا الى أنه وعند استئذانه للسفر لدورة «الأخطل الصغير» التي أقيمت في ذلك الوقت برعاية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق المرحوم رفيق الحريري قال له «إن الذي تقومون به يساوي أعمال سفرائنا مجتمعين في الخارج».
ولفت البابطين الى أنه من دواعي الفخر بهذه الأعمال أيضا شهادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، حول أعمال المؤسسة، مؤكدا أن هذه الشهادات تمثل دافعا كبيرا لتكريس خدمة الوطن والدين الحنيف والشعر العربي.
وأضاف أن مكتبة البابطين للشعر العربي أتت في الوقت الذي كادت فيه شعلة الشعر تنطفئ، رغم أنه أكثر فنون الأدب تأثيرا بالنفس البشرية، لافتا الى أن مشروع المكتبة عاد الى الضوء بعد التحرير وبعد متابعة كريمة من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد يرحمه الله، حيث قامت البلدية بتخصيص الأرض وهي مستأجرة حاليا من الدولة.
وألمح البابطين الى أن إنشاء المكتبة كان البذرة الأولى لتحويل شارع عبد الله الأحمد الى ما يشبه «الشانزلزيه»، بما فيه من جوانب ثقافية وفقا لرؤية المغفور له أمير البلاد السابق.
إنجازات المكتبة
وعن انجازات المكتبة قال: منذ عام 2006 ونحن نقوم بعمل دورات مسائية وصباحية لمحو أمية الكمبيوتر، مشيرا الى تخرج أعداد كبيرة من المنتسبين خاصة ممن يتجاوزون سن الخامسة والثلاثين، بالاضافة الى استقبال المكتبة حاليا لنحو 100 متلق يوميا، غير الزيارات الاستطلاعية من قبل المدارس، وزيارات الوفود الرسمية للدولة.
وقال البابطين: إنه رغم التقدم المستمر في عمل المكتبة ومقتنياتها، التي تضم نحو 340 ألف كتاب ومخطوطة من نوادر الكتب العالمية، إلا أنه لم يصل الى تحقيق الحلم الذي ينشده، مشيرا الى أن المكتبة، على سبيل المثال لا الحصر، تضم واحدة من أربع نسخ عالمية من كتاب نابليون بوصف مصر، التي حرقت واحدة منها في القاهرة خلال حريق مركز التراث العلمي المصري اخيرا. وتحدث الضيف عن ديوان البابطين في النزهة كتحفة معمارية، وأنه دخل التاريخ حين أقام فيه حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عقب التحرير مباشرة، وفي هذا الديوان تشكلت أول حكومة كويتية بعد التحرير. وزارها كبار الشخصيات السياسية من العالم.
تجربة شعرية
وعن تجربته الشعرية قال البابطين: إنه بدأ في القاء الشعر النبطي وهو ابن 12عاما، ونظم قصيدة بالفصحة وهو ابن 14 عاما، وإن والده كان من شعراء النبط، واتاحة أخيه عبد اللطيف له فرصة القراءة والمتابعة ومخالطة الشعراء ساهمت في تعزيز وتنمية ملكة الشعر لديه، وكذلك عمله الرسمي في الفترة من 1954 الى 1957 كأمين لمكتبة الشويخ، حيث تسلم المكتبة التي كانت تتضمن نحو 2500 كتاب، وتركها وهي تضم نحو 18900كتاب.