وزير خارجية الامارات الاسبق بعنوان "الاتحاد وجهود المؤسسين" ضمن احتفالات ندوة الثقافة والعلوم بدبي باليوم الوطني الحادي والأربعين.

كما شهد المحاضرة سعادة المستشار ابراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشئون الثقافية والإنسانية وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس ادارة الندوة وسعادة بلال البدور وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لشؤون الثقافة والفنون والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد وعدد كبير من شخصيات المجتمع ودبلوماسيين سابقين.

وتناول معالي راشد عبدالله النعيمي في محاضرته جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس اتحاد دولة الامارات وتوجهه وسعيه الى قيام الاتحاد حيث كان يرى " رحمه الله " في وحدة الامارات تحديا للعقبات التي قد تفرض على اي امارة من الخارج خصوصا بعد الانسحاب البريطاني من الخليج.

وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد كان يرى ان اقامة هذه الدولة الاتحادية لابد ان يمر عبر اقامة علاقات طيبة مع الدول التي لها مصالح واهتمامات في منطقة الخليج وتأييد الامة العربية وكان لا يؤمن بالمستحيل في سبيل الاتحاد وان دولة الاتحاد لها علاقات مع جميع دول العالم قائمة على اساس العدل والسلام ..كما كان يؤمن بالانفتاح على العالم وإقامة علاقات متوازية مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل.

وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد كان يقول "سيبقى اعتبار كل حاكم في بلده كاعتباره سابقا وستبقى ادارة شؤون كل امارة من اختصاصات حكامها كما هي في السابق ولن تتدخل الحكومة الاتحادية في الشؤون الداخلية لاي امارة الا بناء على رغبتها .. اما الشؤون الخارجية فستتولى الحكومة الاتحادية شؤونها وهي مكونة من كافة الامارات ".

وقال ان المغفور له الشيخ زايد وضع كل ثقله في سبيل اقامة الاتحاد وكانت الخطوة الاولى على طريق الاتحاد بين المغفور له الشيخ زايد والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حيث وقعا اتفاقية دبي الشهيرة في فبراير 1968 وكانت اهم اهداف الاتفاقية دعوة جميع الاشقاء في المنطقة الى الدخول في هذا الاتحاد.

وتطرق معالي راشد عبدالله الى جوانب من شخصية الشيخ زايد وفكره والمبادئ التى صاغت فكره ..مشيرا الى انه كان يؤيد العمل السياسي طريقا ويرى في وحدة الامارات البوتقة التي تنصهر فيها التناقضات الموجودة ولم يكن فكر المغفور له الشيخ زايد بمعزل عن المغفور له الشيخ راشد واخوانه الاخرين.

واستعرض البعد العربي والاسلامي في فكر المغفور له الشيخ زايد منذ توليه مقاليد الحكم بامارة ابوظبي ..مشيرا الى مسارعته عام 1967 بعد حرب يونيو بارسال 5 ملايين جنيه دعما الى مصر "حتى ان جمال عبدالناصر تساءل من هذا الشخص الذى ارسل هذا المبلغ".

كما تحدث النعيمي عن شخصية المغفور له الشيخ زايد المسؤول الذي يفكر في مصلحة شعبه وكان يؤمن ايمانا بالغا بالتخطيط الدقيق منذ ان كان بالمنطقة الشرقية "العين" في مختلف المجالات "العمران والتعليم والصحة والطرق والموانئ والمطارات والنهضة فى مختلف المجالات".

وتمحورت حوارات واسئلة الحضور في المحاضرة حول طبيعة العلاقة بين المغفور له الشيخ زايد ووزير خارجيته وتوجيهاته له حيث أوضح النعيمي ان توجيهات المغفور له الشيخ زايد كانت التواجد الفعال في الجامعة العربية والامم المتحدة والتعامل بالحكمة والدبلوماسية مع قضايا المنطقة.

كما تناول الحوار طبيعة العلاقة الثنائية بين المغفور له الشيخ زايد و المغفور له الشيخ راشد التي ساهمت في قيام الاتحاد وتأسيس دولة الامارات حيث أوضح النعيمي في هذا السياق انه كان للمغفور له الشيخ راشد نفس التوجه والاحساس بما يدور في هذه المنطقة من مخاطر وان الاتحاد حماية لها ..مؤكدا على علاقة التفاهم والاتفاق على الكثير من القضايا وبعد النظر والرؤية السديدة لكليهما ..وقال ان كل منهما يهتم بمصلحة الطرف الثاني ويضعان الوطن فى قمة اهتماماتهما.

وفى رده على سؤال حول طموح المغفور له الشيخ زايد بالنسبة للوطن العربي والاسلامي واستمرار الامارات على نهج زايد ..قال معالي راشد عبدالله إن التأسيس كان سليما وكذلك البناء ووضع الثوابت الاساسية في السياسة الخارجية خاصة العربية والاسلامية.

وأشار الى المشاركة في اكسبو الدولي عام 1970 باليابان وكيف تعامل والمرافقون معه مع موضوع عدم وجود نشيد وطني بالاستعانة بموسيقى الشرطة والتوصل الى صياغة نشيد يحكي طبيعة البحر والصحراء.

وتطرقت الحوارات الى مبادرات المغفور له الشيخ زايد تجاه العالم العربي والاسلامي والتي امتدت للعديد من الدول وتعتبر مفخرة لابناء الامارات ..منوها بمساهماته الكثيرة في التنمية بهذه الدول.

وردا على سؤال لدبلوماسي سابق عن مجلس التعاون الخليجي ودعم الامارات للعمل في اطار المجلس ..قال راشد عبدالله إن تأسيس ومولد مجلس التعاون كان في الامارات ..مشيرا الى ان دولة الامارات من اولى دول المجلس التي فتحت ابوابها لمواطني دول مجلس التعاون للعمل والعيش فيها.

وفي رده على سؤال لاحدى طالبات الجامعة من الحضور حول موضوع جزر الامارات المحتلة أوضح بان المغفور له الشيخ زايد كان يؤمن بسيادة الامارات على الجزر الثلاث والحل السلمي بالحوار وبالطرق السلمية ويؤمن بحسن الجوار وعدم الاضرار بمصالح كل طرف بالاخر.

واشار الى استمرار نهج مؤسس الاتحاد والدولة المغفور له الشيخ زايد واخيه المغفور له الشيخ راشد في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي كان الساعد الايمن للمغفور له الشيخ زايد واخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وهو ايضا كان قريبا من المغفور له الشيخ راشد.

وقال ان المغفور له الشيخ زايد والمغفور له الشيخ راشد اسسا وبنيا الاتحاد وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سارا على الدرب فى استمرار البناء والتنمية.