أول أمس الثلاثاء ضمن برنامج (كاتب وكتاب). وعرف الكاتب الروائي هزاع البراري الذي ادار الأمسية بالمسيرة الابداعية للكاتبة خريس التي قدمت جملة من الانجازات القصصية والروائية رفدت فيها خريطة المشهد الثقافي المحلي بالوان من الاشتغالات التي توثق لامكنة وحراك افراد وجماعات في اكثر من بيئة اجتماعية.
وتناولت الناقدة الدكتورة رزان ابراهيم كتاب (على جناح الطير) اثار الجدل بين النقاد والدارسين نظرا لما ينطوي عليه من محاور ومحطات وقضايا واسلوبية سردية تبدو مغايرة في كتابة ادب الرحلات او الرواية او السيرة الذاتية، مبينة ان منجز خريس الابداعي اثبت حضوره اللافت في الثقافة الاردنية والعربية عموما .
واشارت الى ان الاصدار ليس ببعيد عن التخييل لانه اشتغال سردي يكشف عن سيرة المدن التي تختلط بسيرة الذات حيث يرفد المكتبة العربية بلون ابداعي جديد يحاكي تلك النصوص التي عرفتها نصوص موروث الادب العربي القديم.
ورأت ابراهيم ان خريس تقدم في (على جناح الطير) كتابة تسجيلية مليئة بالاحاسيس وهي تتنقل بين امكنة وبيئات انسانية متنوعة مالت فيه الكاتبة الى تقديم منحى ادبي وجمالي كان يبرز حينا وينكمش حينا اخر .
وزادت الناقدة براهيم ان الكتاب وعلى رغم من التباس هوية نصه فانه ينتسب بنصوصه المشرعة الى علم الاجتماع والعلوم الانسانية والمشرع على تقديم قراءة تاريخية وجغرافية، مشيرة الى انه كتابته اتسمت بتلك اللغة التقريرية الادبية في تناسل سردي لا يخلو من الشاعرية حيث يمتليء بالصور والنوازع الوجدانية .

بدورها اعتبرت خريس انها قدمت في كتاب (على جناح الطير) شذرات من السيرة الذاتية في اتكاء على ذكريات خصبة لشخصيات واحداث في اكثر من فترة وفي اكثر من مكان، حيث استعانت فيه احيانا بذكريات والدتها التي طالما كانت تختلط مع ذاكرتها الشخصية .
وقالت صاحبة روايات (يحيي)، (شجرة الفهود)، (القرمية)، انها رات في مدن عمان والدوحة والقاهرة ودمشق والخرطوم وابو ظبي ارضا خصبة في اظهار الوصف لاحداث وطقوس داخل العديد من البيئات الاجتماعية والثقافية في تلك البلدان على خلاف متطلبات الاسلوبية المعتادة في كتابة الرواية.
وقدمت في الامسية مداخلات لكل من الدكتورة ليلى الاطرش والكاتب الروائي هاشم غرايبة والدكتور عصام سليمان الموسى والناقد محمد سلام جميعان والقاصة جميلة عمايرة والدكتور نزار قبيلات، وركزت على اهمية الاصدار في نقل جوانب من حضارات وتجارب انسانية رغم الحيرة التي انتابت النقاد في تصنيفه.
(على جناح الطير) خلافاً لنتاجها السابق في الرواية والقصة يسرد سيرة المدن التي عاشت فيها الكاتبة حيث رصدت من خلاله ما شهدت عليه من نمو وتغيير للمدن في المكان والانسان، وتخلل النص إلى جانب سيرة المدن سيرة البشر الذين عمروها ، وهو يمثل ذاكرة حية على كثير من الاحداث في الوطن العربي كأنه وثيقة عن الزمان الذي كان ، كما يتعالق مع السيرة الشخصية للكاتبة في مراحل كثيرة.
ينقسم الكتاب إلى فصول رئيسة، يمثل كل من الدوحة والخرطوم وأبوظبي وعمان بنياناً متكاملاً على الاعوام التي عاشت فيها الكاتبة في تلك المدن، كما أن هناك فصول فرعية لكل من اربد والسلط، وفصل كامل بعنوان متفرقات يعرض بعين الكاتبة لمدن مرت بها وخبرتها في زيارات متفرقة مثل القاهرة ودمشق وتونس ومدريد وباريس وفرانكفورت وغيرها.