مارك جبران طرزي يعد الفنان جبران طرزي اسما راسخا في ذاكرة الفن اللبناني الحديث لما قدمه من اشتغالات معرفية بقيت عالقة في ذاكرتنا مثلما تعلقنا بيومياته كأب ومربي وانسانيته اتجاه اسرته وفريق عمله او ابداعه الفني الممتد منذ سبعينيات القرن المنصرم يوم اكتسب مهارة الابداع الحقيقي من اجداده وآبائه كي يشق طريقه واسلوبه الذي يليق بما تركه من اعمال لم تزل تتداول بين الغالب من المتاحف العربية والعالمية ولعل اخر ما يتم التداول والنقاش فيه ما عملت عليه صالة أجيال في بيروت اذ تضمنت اقامة معرض لأعماله التي اتخذت من الفن الهندسي التجريدي مدرسة وسمة بارزة لها اعتمادا على ما اكتسبه من دروس ورؤية فنية داعية للأخذ بمعالم الفن الشرقي الاصيل. ومن الجدير بالذكر ان المعرض سبقه بيوم اقامة محاضرة علمية في 6 أيار الماضي في الجامعة الأميركية في بيروت وافتتح المعرض بزيارة من رواد ومحبي اسلوبه الفني علما ان العرض لم يزل مستمرا حتى 14 حزيران الجاري، وكان من بين الانشطة التي علينا ذكرها ما عمل عليه المحاضر الأستاذ مراد منتظمي في 6 أيار الماضي بعد ان قدم معلومات نيرة تناولت الجدلية والمقارنة بين الحرفة الفنية العربية والفن الحديث عند جبران طرزي كنموذج ابداعي حضرها عدد غفير من المثقفين والمختصين بالفنون الانسانية اما عن مكانة واسم مراد منتظمي فهو مؤرخ فني وناشر وأمين متحف، شغل في بداية مسيرته المهنية منصب أمين متحف تيت مودرن في لندن لمنطقة «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» ما بين عامي 2014 و2019، ثم أطلق منصة مخصصة للنشر وشؤون أمانة المتاحف يُطلق عليها «زمان بوكس آند كيوريتينغ» بهدف استكشاف أوجه الحداثة العربية والإفريقية والآسيوية، ونُشرت له مقالات عدّة. اما ما تم عرضه في صالة أجيال في بيروت، فقد كان لافتا ليس لأنها تحتل مكانة ريادية في العالم العربي من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المميزة في المنطقة لفنانين كبار. بل لكون اللوحات الفنية لاسم جبران طرزي كانت مناسبة لأحياء مفاهيم التراث والحداثة ضمن مميزات ابداعية تضاف لمنجز صالة اجيال الفنية ولتراث لبنان الفني خاصة اذا ما علمنا ان انطلاقة الفنان نحو العالمية جاءت من خلال حرصه على محليته وابداعه المشرقي وايضا لابد من التذكير هنا أن الجامعة الأميركية في بيروت احتضنت جناحا أيضا لمؤسسة «جبران طرزي» في معرض «الجدران المفتوحة» افتتح في 12 آذار 202 ولا زال المعرض قائما في حرم الجامعة الأميركية في بيروت ووضع جبران طرزي في طليعة الحركة التشكيلية اللبنانية إلى جانب فنانين لبنانيين قدامى أمثال خليل صليبي (1870 - 1928)، وصليبا دويهي (1915 - 1994)، وعمر أنسي (1901 - 1969)، وسيزار جميل (1898 - 1958). كما لا يفوتني ان ابين للقارئ اللبيب هذه المعلومات ومنها ما خصصته مجلة «الأديب العراقي» العريقة مقالا حول «جبران طرزي» في 2025 كما كرست «المجلة العربية» في المملكة العربية السعودية مقالا مصورا مفصلا حول أهمية الفنان «جبران طرزي» في عدد أيار 2025 مما يعكس أهمية الفنان اللبناني «جبران طرزي» في تاريخ الفن العربي الحديث.