|
تُعدّ جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والحساني والتراث من أبرز المبادرات الثقافية التي نشأت في الصحراء المغربية، تحديداً في وادي الذهب بمدينة الداخلة. استطاعت الجماعة من خلال أنشطتها المتنوعة ومساهمات أعضائها، وعلى رأسهم الأستاذة خدو مني رئيسة فرع جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والتراث في الصحراء المغربية، أن تبني جسراً بين الأجيال، يحافظ على الهوية الثقافية ويعزز من حضور الأدب الصحراوي في المشهد المغربي والعربي. إحياء التراث والموروث الصحراوي تعتمد الجماعة في رؤيتها على استلهام التراث المحلي وتقديمه برؤية معاصرة. فقد اهتمت بإحياء الشعر الحساني، والأهازيج الحسانية، والقصص الشفوية التي ظلت تتناقلها الألسن جيلاً بعد جيل. ومن خلال أمسياتها الثقافية وملتقياتها الشعرية، أعادت الجماعة الحياة إلى رموز وأشكال من التعبير الإبداعي كادت تندثر بفعل التغيرات الاجتماعية والثقافية. الشعر العربي والحساني في قلب الأنشطة يشكل الشعر العمود الفقري لأغلب فعاليات الجماعة، حيث تحتضن لقاءات شعرية يشارك فيها نخبة من الشعراء المحليين والعرب، ويتم خلالها تبادل التجارب والأفكار. وقد برزت الأستاذة خدو مني كواحدة من الأصوات النسائية اللامعة في هذا السياق، بفضل إسهاماتها في الشعر العربي والحساني، وقدرتها على التعبير عن هموم المجتمع الصحراوي بجمالية لغوية وصدق إنساني لافت. مساهمة الأستاذة خدو مني في دعم الحراك الثقافي الأستاذة خدو مني ليست مجرد نشطة جمعوية ، بل فاعلة ثقافية وذات سمعه في المدينة . فقد ساهمت في تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، وأشرفت على ورشات تكوينية في مجالات الشعر والكتابة الإبداعية، إلى جانب دورها في توثيق التراث الشفوي الصحراوي. كما حرصت من خلال عملها الميداني والثقافي على غرس حب اللغة والشعر والتراث في نفوس الشباب، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى في خدمة الثقافة الوطنية والمحلية. أنشطة متنوعة لتعزيز الهوية تهتم جماعة عرار إلى جانب الشعر، بمجالات ثقافية أخرى مثل: - الندوات الفكرية حول الهوية والثقافة المحلية. - معارض فنية وتراثية تُبرز الحرف الصحراوية والموروث المادي. - برامج لتوثيق الحكايات والأمثال الشعبية. - ورشات تربوية وتعليمية تستهدف الأطفال والناشئة لتعزيز ارتباطهم بالثقافة الصحراوية. الخيمة البيضاوية: رمز للهوية وفضاء للثقافة ضمن جهود جماعة عرار في الحفاظ على الموروث الثقافي، تحتل الخيمة البيضاوية مكانة خاصة كرمز أصيل من رموز الهوية الصحراوية. فهي ليست مجرد مأوى، بل فضاء ثقافي واجتماعي يحتضن المجالس الشعرية، واللقاءات العائلية، وتقاليد الكرم وحسن الضيافة. وقد حرصت الجماعة على إعادة إحياء هذا الرمز من خلال إقامة عدد من الفعاليات داخل الخيام التقليدية، لتجعل منها منصات حية لنقل العادات والتقاليد للأجيال الجديدة. في قلب هذه الخيمة، تُستعاد طقوس الحياة اليومية، من جلسات الشاي الصحراوي، إلى لباس الدراعة والملحفة، إلى الطقوس المرتبطة بالمناسبات مثل الأعراس ومواسم "الڭيطنة". كما تسهم هذه المبادرات في إبراز القيم الأصيلة للمجتمع الحساني، مثل الاحترام، والكرم، والتعاون، وتوثيق روابط الانتماء للأرض والثقافة. نحو مستقبل ثقافي مشرق تشكل جماعة عرار نموذجًا حيًا لما يمكن أن تحققه المبادرات المحلية حين تتلاقى فيها الرؤية والجهد والإيمان بالهوية. وبفضل جهود أعضائها، وعلى رأسهم الأستاذة خدو مني, تبدو الصحراء المغربية اليوم أكثر ارتباطًا بتراثها، وأكثر قدرة على بناء مستقبل ثقافي مشرق ومتين. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 25-04-2025 06:33 مساء
الزوار: 91 التعليقات: 0
|