الجزائر في بحث بعنوان: «نَحْوَ نظرية نقديّة لأدب الأطفال: رؤية وتطبيق»، حيث جاء الملتقى لهذا العام تحت شعار: «حتى تكون المطالعة حق لكل طفل في العالم».
يسعى الملتقى إلى ربط القراءة بالمتعة والتعليم بالترفيه من خلال تجارب إنسانية واسعة الطيف، كما يسعى لتأسيس تقاليد علمية ومنهجية ومقاربات نظرية وتطبيقية لأدب الأطفال ونقده، من خلال استضافة ومحاورة نخبة من الباحثين والأساتذة من مختلف جامعات الوطن العربي.
من محاور الملتقى: دور المطالعة في تنمية الطفل لغوياً ومعرفياً، ودور «أدب الطفل» في غرس القيم للناشئة، ومكانة الكتاب والمطالعة في المجتمع الالكتروني، ومراكز المطالعة العربية والعالمية: نماذج لتجارب وخبرات.
يسعى النعيمي من خلال بحثه إلى التّأسيس لملامح نظرية نقدية لأدب الأطفال؛ ذلك أنّ أدب الطفل ما زال يفتقر إلى نظرية نقدية واضحة المعالم على الرّغم مِن كل ما كُتب فيه وحوله.
قد لاحظ د. أحمد النعيمي في دراسته أنّ شَكْلُ السخرية وهدفها في قصص الأطفال يختلف عنه في قصص الكبار؛ لذلك اقترح تسمية السخرية البيضاء في أدب الأطفال كمقابل للسخرية السوداء في أدب الكبار، كما لاحظ أنّه يوجد فرق بين الأدب التعليمي وأدب الخيال العلمي، كما تطرق الباحث إلى كلٍّ من القصة الاجتماعية والقصية السيكولوجية وضرب عليهما الأمثلة وميّز بينهما.
استند النعيمي في دراسته إلى عدد من النماذج التطبيقية فدرسها وحلل محتوياتها وشرح مضامينها، وحلل تقنياتها الفنية، ومن بين هذه النماذج أعمال إبداعية لكل من روضة الفرخ الهدهد، وراشد عيسى، ومنير الهور، ومحمود أبو فروة الرجبي وغيرهم، وكذلك المسرحيات المستقاة مواضيعها من شخصيات تاريخية ونضالية وعلمية وإنسانية.
في ما يتعلق بأدب المقاومة الموجه للأطفال يتحدث النعيمي عن شكلين لهذا الأدب يختص الشكل الأوّل بأدب المقاومة المنبثق عن مخيلة حرّة، وغير المستند إلى أيّ مرجعية غير الخيال، بينما يختص الشكل الثاني بما يمكن تسميته بأدب المقاومة ذي المرجعيات المعلوماتية، بمعنى أنْ تروي القصة حكاية شخصية نضالية معروفة، أو حكاية صمود مدينة من المدن.
ويرى النعيمي بأنّه ينبغي التّذكير بأنّ أدب الأطفال هو المحور الحقيقي الذي يدور حوله المستقبل؛ فهو الحامل الأهم للقيم الاجتماعيّة، والنّزعة الإنسانيّة، والأساليب التربويّة، والقضايا العلميّة.
يخلص الباحث إلى أننا بحاجة إلى نظريّة جديدة في كتابة وقراءة أدب الطّفل: نظريّة تُعَلِّمُنا كيف ننقُد ونكتب ضمن منهج مُحَدّد وواضح المعالم، وتعلمنا في الوقت نفسه كيف نتمرّد عليها، ونضيف إليها.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد حمد النعيمي، باحث وقاص تُرجمت بعض قصصه إلى عدد من اللغات، كما صدر له غير كتاب في حقلي القصة والنقد، ومن مجموعاته القصصية: ثماني غيمات لرجل ماطر، وخطوة أخرى، والوسيط والمعمعة، ويد في الفراغ، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين والمجلس العالمي للغة العربية.