حسب شعوري وايماني بهذه الصفة اقول:

الصداقة هي صفة لا تمنح بل تكتسب وهي ليست قائمة اسماء على كنش الاتصالات الهاتفية او قائمة اسماء على صفحة التواصل العنكبوتية . 

معنى الصداقة اعمق في نظري من اعماق البحار .و أحقق ان المعنى النبيل للصداقة نجده عند المرأة اكثر مما نجده لدى الطرف الثاني الا وهو الرجل. لانه كثيرا ما يسيء فهم عواطفها ،واما ان يخلط بين عواطفه هوّ . لذلك اغلب الرجال لا يعترفون بشيء اسمه الصداقة بين فتى وفتاة لانعدام الثقة بين الطرفين وانعدام الوعي . والامر في رايي يخضع الى وعي الانسان كفرد اكثر منه الى وعيه كمجموعة . فهو اذا كان يؤمن بامكانية وجود هذه العلاقة ويحتاج اليها فسيقيمها في حدودها بارادته هوّ وليس بارادة المجموعة. فالمجتمع لن يصادقها معه حتى يعرف كنه المشاعر التي تجمعهما. ولأن المرأة او الفتاة التي سيصادقها ستكون له بمثابة المرآة التى يرى فيها نفسه وترى هي فيه نفسها اذا حافضا على اصول الصداقة وآمنا بها كعلاقة انسانية من ضمن العلاقات الاجتماعية .

والصداقة بين الفتى والفتاة او الرجل والمرأة في حاجة الى تجاوز شكليات الضمير الجمعي وبالتالي هذا النوع من التجاوز لن يمسّ احدا غير صاحبه. فنحن مهما نكن مسجونين في بوتقة الظروف التي توجهنا وتسيطر علينا والتي هي خارجة عن نطاق ارادتنا فهي في غالبها تصنعنا لكننا ايضا في اجزاء منها نستطيع ان نصنعها .وان كانت لا تحقق لنا الا النزر القليل القليل من الارادة المكبوتة فينا.

ثم ان الصداقة لو ندري هي اشدّ العلاقات الانسانية بالعاطفة وانا اعطيها منظارا خاصا لا تعادله الأخوّة ولا الحبّ لذلك يجب علينا ان نجد الصديق الذي يوفي هذا المنظار كي نعتبره صديقا ومن المفروض علينا ان نعطي كل علاقة حقها وحدودها حتى لا تنحدر عواطفنا وتعطي للعلاقات اكثر مما تستحق او نتعامل معها في اوسع من حدودها .

ودام اصدقائي اصدقاء لي الذين يعتبرونني صديقة من هذا المنظار.

راضية الهلالي

جوهرة الساحل/تونس