|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
الإعلام السلبي والايجابي ... بقلم نبيلة حماني
نبيلة حماني: من البديهيات المسلم بها الأهمية القصوى التي يكتسبها الإعلام في مختلف مشارب الحياة العامة سواء ما تعلق منها بالجانب الاقتصادي او السياسي او الثقافي والاجتماعي لقد أصبح الإعلام هو تلك السلطة التي تفرض دورها وأهميتها وتترتب عنه نتائج غالبا ما تؤثر بشكل كبير على مصارات الحياة بشكلها ومنحاها العام إذ نجده تلك العين الراقبة التي ترصد الحقائق وتسعى لتبليغها إلى الفئات العريضة من الجمهور والمؤسسات والحكومات والأفراد والجماعات ..كل ذلك في ظرف وجيز مع زمن الثورة العلمية والتكنولوجية التي أحرزها الإنسان في العصر الحديث وأصبح معها العالم قرية صغيرة .. فما يحدث في الصين والهند وإثيوبيا وغيره نرقبه في نفس اللحظة بفرنسا والمغرب والأردن وغيرها .. لكن النقطة التي ابغي الخوض فيها في هذا الموضوع تبقى هي أهمية الإعلام في صنع الأحداث ..وهل يمكن الحديث عن الإعلام السلبي الذي يشوه الحقائق ويعكسها ؟ والإعلام الإيجابي الذي هو طريق البناء والنمو ؟ مما لا يمكن أن ننكره دور الاعلام في الحياة العامة وأهميته الاساسية والرائدة في مختلف مناحي الحياة ومختلف الجوانب الفكرية والاجتماعية والثقافية...ذلك أنه الوسيلة المثلى للتواصل والمعرفة سواء تعلق الامر بالمكتوب منه او المرئي او المسموع او الالكتروني خاصة واننا في عصر الثورة التكنولوجية التي اكتسحت العالم وكل جزئيات حياتنا والتي لها فضل كبير على الانسانية ويبقى السؤال هو :هل يمكن الحديث عن سلبية الاعلام ؟وهل يمكن ان يكون الاعلام يتوخى نقيض المهمة النبيلة التي وجد من أجلها ؟ هنا يمكن ان نقول نعم أن الاعلام كان في كثير من الاحيان له الدور السلبي الذي يعكس الحقائق بل يشوهها ويقلب الموازين اغير كفة الحق والصدق والمبادئ التي كان على الدوام راعيا لها .. وفي هذا الصدد أسوق أمثلة منها مثلا الثورة المغرضة التي تقيمها العديد من وكالات الاعلام والصحف والجرائد والقنوات حول الدين الاسلامي ومبادئه السمحة التي اتى بها مما يعكس الحقائق ويشوه الاسلام والمسلمين ..فيغيرون مقاصده ويعتبرونه اصل الارهاب والتخلف والرجعية مما يعطي انطباعا سلبيا عن الدين وحقيقته امام شعوب العالم اضافة الى اننا نجد بعض وسائل الاعلام لا تتوخى النزاهة والصدق في نقل الخبر اما عن قصد او عن غير قصد الامر الذي هو مرفوض بتاتا في هذا المجال لان الاعلام له مبادئ وقيم ينبغي ان تصان وتراعى ولا تقبل اي اخلال او تغاضي .. ايضا نسوق نموذج الحروب التي تشن على بعض الشعوب من خلال وسائل الاعلام لاهداف سياسية او دينية او اقتصادية ..فتنقل الصور المفبركة والكاذبة قصد التبرير وكسب المشروعية لدى الراي العام .. اضافة الى ما سبق لابد من الاشارة الى نقطة هامة عن سلبية الاعلام والتي تتمثل في الرفع من شان شخص معين في مجال من المجالات واعطي مثلا بالجانب الادبي والابداعي فقد نجد كاتبا او كاتبة في مستوى الاسفاف والضعف ولكن الاعلام يرفعه لمستوى الريادة والسمو فتمنح له الجوائز ويتالق اسمه وتقام على شرفه المحافل فقط لان الاعلام رفعه لسبب او لاخر ..فياخذ من الشهرة مالا يستحق..وبالمقابل قد نجد اديبا راقيا شامخا لكن لا يلتفت اليه لان الاعلام لم يلتفت اليه ولم ينصفه وتغاضى عنه وتجنبه لسبب من الاسباب تلك بعض سلبيات الاعلام التي تقلب الحقائق اما عن قصد او عن غير قصد وتظلل الراي العام وتخلط الامور على الانسان العادي لكل ما سبق اريد ان ااكد على ان رسالة الاعلام شريفة نبيلة لها دور ايجابي على كل مناحي الحياة العامة شريطة توخي النزاهة ومراعاة الحق في كل شيء بغض النظر على الربح المادي او غيره وهنا لابد من الاشارة الدور الايجابي للاعلام والذي يحقق الاهداف الكبرى للانسانية كالاعلام الذي يتوجه للتوعية والتحسيس والارشاد واسوق مثل التغطية الاعلامية البناءة التي تكون حول موضوع معين كاهمية التعليم في بناء الشعوب او في المجال الصحي او الاجتماعي كتوعية الشباب او بعض الانشطة الثقافية التي تفك العزلة عن بعض المناطق النائية لتنال حظها من من التطور والتنمية او حول ظلم قائم على فرد او جماعة ..بغية انقاذه وتحريره ..والامثلة عريضة وكثيرة في هذا المجال وفي الختام لابد ان اشير الى ان الاساس هو توخي الحذر في التعامل مع الخبر وان ننظر بعين ثاقبة لتمييز الغث من السمين ..وتبقى رسالة الاعلام رسالة نبيلة شريفة لابد من دعمها من اجل تحقيق الهدف الذي وجدت من اجله نبيلة حماني عضو مجلس ادارة جماعة عرار والناطق الرسمي ومسؤولة الاعلام الكاتب: اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 28-09-2014 12:02 صباحا الزوار: 1760 التعليقات: 0
|