|
عام هجري جديد 1447 هـ: تأملات في البدايات والتجدد... بقلم د. موسى الشيخاني مع غروب شمس آخر يوم من شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ، تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال عام هجري جديد 1447 هـ، حاملاً في طياته آمالًا جديدة وتطلعات متجددة، وفرصة للتأمل والمراجعة، وإحياء للقيم التي شكلت جوهر الحضارة الإسلامية منذ الهجرة النبوية الشريفة.
الهجرة النبوية.. حدث مفصلي في تاريخ الإنسانية لم يكن اختيار الهجرة النبوية الشريفة كبداية للتقويم الهجري حدثًا عاديًا، بل جاء ليؤسس لمعنى عميق في وجدان المسلمين: أن التحول والتغيير يبدأ من الإيمان بالمبدأ، والتضحية من أجله، والسعي نحو بناء مجتمع قائم على العدل والرحمة. ففي الهجرة ترك النبي محمد ﷺ مكة بكل ما فيها، ليبدأ بناء الدولة في المدينة، ويضع أسس أمة عالمية.
العام الهجري 1447 هـ.. دعوة للتجديد كل عام هجري جديد هو محطة توقف روحية وعقلية، تتيح للمسلم فرصة مراجعة الذات، ومحاسبتها، والتخطيط لعام قادم يكون أكثر قربًا من الله، وأكثر التزامًا بقيم الإسلام العليا: الصدق، الإخلاص، الإحسان، والرحمة.
ويأتي العام 1447 هـ في مرحلة حساسة من تاريخ العالم الإسلامي، حيث تتزايد التحديات الفكرية والثقافية والاقتصادية، ويُستدعى فيه وعي الأمة لاستعادة روح النهضة، والانطلاق من الجذور الحضارية نحو مستقبل مزدهر.
أبعاد رمزية لبداية العام الهجري 1. روح الهجرة والتجدد: يرمز العام الجديد إلى فرصة الهجرة القلبية من الذنوب إلى التوبة، ومن الغفلة إلى الوعي، ومن الفتور إلى العزم. 2. وحدة الأمة: يمثل التقويم الهجري قاسمًا مشتركًا بين شعوب العالم الإسلامي، يجمعهم على رزنامة واحدة، في زمن تتعدد فيه التقويمات. 3. ربط الأمة بتاريخها: يمثل هذا التقويم تذكيرًا دائمًا بجذورنا، وبأننا أمة ذات حضارة وضعت بصمتها في التاريخ.
كيف نبدأ عامنا الهجري؟ - بالتوبة والاستغفار: ليكون العام الجديد بداية بيضاء نقية. - بالعزيمة على العمل الصالح: وتعزيز الهمم في العبادة والعطاء. - بزرع الأمل: فالأعوام تتوالى، والمحن تمر، ويبقى الأمل بالله زادًا للروح.
خاتمة إن دخول العام الهجري 1447 هـ ليس مجرد تبدّل للأيام، بل هو لحظة وعي بمرور الزمن، وفرصة لاستثمار العمر فيما ينفع، وهو نداء روحي لإحياء السيرة، وتجديد عهد الوفاء مع الرسالة. فلنجعل من هذا العام عامًا لله، نغرس فيه الخير، وننشد فيه النور، ونسير على خُطى من هاجر لأجل الحق، وبنى حضارة كانت ولا تزال مشكاة هداية للعالمين.
كل عام وأنتم بخير، نسأل الله أن يجعله عامًا مباركًا على الأمة الإسلامية جمعاء. كُل عامٍ ونحنٌ "نشهدٌ أنَّ لا إله إلاّ اللّٰه وأنَّ مُحمد رسول اللّٰه" صَلوا على مَن مّر على هِجرتهُ ١٤٤٧ عامٍ . عام هجري جديد.
د.موسى الشيخاني الرئيس التنفيذى لمؤسسة عرار العربية للإعلام رئيس مجلس إدارة جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والتراث في العالم 26/6/2025 الكاتب:
الناشر موسى الشيخاني عرار بتاريخ: الخميس 26-06-2025 08:58 صباحا الزوار: 428
التعليقات: 0
|